انطلقت بقيادة المملكة العربية السعودية، فجر أمس، ضد الحوثيين فى اليمن. وتباينت وجهات نظر الصحف ما بين مؤيد ومعارض لـ«عاصفة الحزم»، حيث شككت بعض الصحف فى جدوى العملية ونتائجها على المدى القريب والبعيد، فيما اتهمت صحف أخرى الولايات المتحدة بـ«فقر الاستراتيجية» فى اليمن.
وقالت صحيفة «جارديان» البريطانية، إن «الولايات المتحدة تعمل على الدفاع عن استراتيجيتها فى اليمن والعراق، بينما يرى دبلوماسيون أن هذه السياسة ما هى إلا فوضى»، وأضافت الصحيفة: «هناك دبلوماسيون أمريكيون أُجبروا على الدفاع عن التحالفات الأمريكية فى الشرق الأوسط، والسياسة الخارجية المُتبعة هناك»، وشددت على أن تدخل أمريكا فى الحرب الأهلية المندلعة بين المتمردين الشيعة المدعومين من إيران، والحكومة اليمنية المدعومة من الدول العربية السنية، قد يجعل الولايات المتحدة متهمة فى النهاية أنها السبب فى الانقسامات الطائفية مثلما حدث فى العراق».
ونقلت «جارديان» عن رئيس مجلس النواب الأمريكى جون باينر، قوله: «ليست لدينا استراتيجية شاملة للتعامل مع التهديد المتزايد فى منطقة الشرق الأوسط، وهذه التهديدات ليست فقط تنظيم داعش أو تنظيم القاعدة وكل شركائها»، وأضاف: «لدينا مشكلة خطيرة تواجه العالم كله وأمريكا على هامش كل هذه المشكلات»، فيما أكدت سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى اليمن باربرا بودين لـ«جارديان» أن «السياسة الأمريكية هى فوضوية ومتناقضة»، مضيفة: «السعوديون يسعون بنشاط لإسقاط حليف إيران الأهم فى المنطقة، وهو الرئيس السورى بشار الأسد، وإيران تدعم الحوثيين بتكلفة قليلة جداً لتذكير السعوديين أنه إذا كنتم تسعون للإطاحة بحليفنا فنحن أيضاً يمكننا جعل الحياة صعبة للغاية لكم على طول حدودكم الجنوبية»، فيما أكد عضو «الكونجرس» والعضو البارز فى لجنة الاستخبارات بمجلس النواب آدم شيف، أن «المتمردين الحوثيين سيطروا على أجزاء كبيرة من اليمن ويستعدون بشكل خطير لحرب أهلية شاملة»، وأشارت «جارديان» إلى أن القلق العربى يتزايد من النفوذ الإيرانى فى اليمن والعراق، فيما حذرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى فيديريكا موجيرينى من المخاطر الإقليمية التى قد تنتج عن الصراع فى اليمن.
وأشارت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إلى أن العمليات العسكرية المكثفة قد تُجبر المتمردين الحوثيين على العودة إلى طاولة المحادثات للعمل على تقاسم السلطة، مؤكدة أن «الضربات الجوية السعودية قد تُضعف قدرات الحوثيين وتوقف تقدمهم فى جنوب اليمن، لكنها لن تهزمهم».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق