فرمقت السماء بطرفي ، وقلت: يا من يحول بين المرء وقلبه حل بيني وبين هذا اﻷسود بحولك وقوتك إنك على كل شيء قدير ، فوالله ما استوعبت الكلمات حتى ظهرت دابة من دواب البحر ففتحت فاها والتقمت اﻷسود وغاصت به في البحر ،وعصمني الله منه بحوله وقوته ، وهو القادر على ما يشاء سبحانه وتعالى . قالت: وما زالت اﻷمواج تدفعني حتى رمتني إلى جزيرة من جزائر البحر ، فقلت في نفسي : آكل من بقلها ،وأشرب من مائها حتى يأتي الله بأمره ،فﻼ فرج لي إﻻ منه ،فمكثت أربعة أيام ،فلما كان في اليوم الخامس ﻻحت لي سفينة في البحر على بعد،فعلوت على تل وأشرت إليهم بثوب كان علي ،فخرج إلي منهم ثﻼثة نفر في زورق ،فركبت معهم ،فلما دخلت السفينة الكبرى إذا بالطفل الذي رمى به اﻷسود في البحر عند رجل منهم، فلم أتمالك أن ارتميت عليه، وقبلت بين عينيه ، وقلت هذا والله ولدي وقطعة من كبدي ،فقال لي أهل السفينة : مجنونة أم اختل عقلك ؟ فقلت والله ،ما أنا مجنونة وﻻ اختل عقلي ،ولكن جرى من اﻷمر ما هو كذا وكذا،وذكرت لهم القصة إلى آخرها ،فلما سمعوا مني ذلك أطرقوا رؤوسهم ،وقالوا : يا جارية قد أخبرتنا بأمر تعجبنا منه ونحن أيضاً نخبرك بأمر تتعجبين منه : بينما نحن نجري بريح طيبة إذا بدابة قد اعترضتنا ووقعت أمامنا وهذا الطفل على ظهرها ،وإذا مناد ينادي إن لم تأخذوا هذا الطفل من ظهرها هلكتم ،فصعد واحد منا على ظهرها وأخذ الطفل فلما دخل به السفينة غاصت الدابة في البحر،وقد تعجبنا من هذا ومما أخبرتنا به ،وقد عاهدنا الله تعالى أن ﻻ يرانا على معصية بعد هذا اليوم . قالت :فتابوا عن آخرهم ،فسبحان الله اللطيف ،جميل العوائد ،سبحان مدرك الملهوف عند الشدائد .
الربح من الانترنت
بحث
Translate
يامن يحول بين المرء وقلبه..قصة امراة
فرمقت السماء بطرفي ، وقلت: يا من يحول بين المرء وقلبه حل بيني وبين هذا اﻷسود بحولك وقوتك إنك على كل شيء قدير ، فوالله ما استوعبت الكلمات حتى ظهرت دابة من دواب البحر ففتحت فاها والتقمت اﻷسود وغاصت به في البحر ،وعصمني الله منه بحوله وقوته ، وهو القادر على ما يشاء سبحانه وتعالى . قالت: وما زالت اﻷمواج تدفعني حتى رمتني إلى جزيرة من جزائر البحر ، فقلت في نفسي : آكل من بقلها ،وأشرب من مائها حتى يأتي الله بأمره ،فﻼ فرج لي إﻻ منه ،فمكثت أربعة أيام ،فلما كان في اليوم الخامس ﻻحت لي سفينة في البحر على بعد،فعلوت على تل وأشرت إليهم بثوب كان علي ،فخرج إلي منهم ثﻼثة نفر في زورق ،فركبت معهم ،فلما دخلت السفينة الكبرى إذا بالطفل الذي رمى به اﻷسود في البحر عند رجل منهم، فلم أتمالك أن ارتميت عليه، وقبلت بين عينيه ، وقلت هذا والله ولدي وقطعة من كبدي ،فقال لي أهل السفينة : مجنونة أم اختل عقلك ؟ فقلت والله ،ما أنا مجنونة وﻻ اختل عقلي ،ولكن جرى من اﻷمر ما هو كذا وكذا،وذكرت لهم القصة إلى آخرها ،فلما سمعوا مني ذلك أطرقوا رؤوسهم ،وقالوا : يا جارية قد أخبرتنا بأمر تعجبنا منه ونحن أيضاً نخبرك بأمر تتعجبين منه : بينما نحن نجري بريح طيبة إذا بدابة قد اعترضتنا ووقعت أمامنا وهذا الطفل على ظهرها ،وإذا مناد ينادي إن لم تأخذوا هذا الطفل من ظهرها هلكتم ،فصعد واحد منا على ظهرها وأخذ الطفل فلما دخل به السفينة غاصت الدابة في البحر،وقد تعجبنا من هذا ومما أخبرتنا به ،وقد عاهدنا الله تعالى أن ﻻ يرانا على معصية بعد هذا اليوم . قالت :فتابوا عن آخرهم ،فسبحان الله اللطيف ،جميل العوائد ،سبحان مدرك الملهوف عند الشدائد .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق