http://yemenaldawaa.blogspot.com/googleeb1e2065d4ceeef3.html يمن الدواء: الشرير الذي وجد النور

بحث

Translate

الشرير الذي وجد النور


في أعماق الغابة الكثيفة، كان هناك شخص يُدعى "زاهر". كان معروفًا بين أهل القرى المجاورة بأنه شرير لا يرحم. كان يحب أن يزرع الخوف في قلوب الناس ويستمتع بمشاهدتهم وهم يفرون منه. كلما حاول أحدهم الاقتراب منه، كان يرسلهم بعيدًا بمكره وحيلته. لكن ما لم يعرفه الجميع هو أن قلبه كان مليئًا بالحزن والظلمة، ولم يكن هذا الشر إلا وسيلة ليخفي ألمه الداخلي.

في إحدى الليالي العاصفة

، قرر زاهر أن يهاجم قرية صغيرة تقع على أطراف الغابة. كانت القرية هادئة وساكنة، يملؤها الأمل والحب. بينما كان يقترب منها، شعر بشيء غريب. كان هناك ضوء خافت يسطع من بعيد. تسلل نحوه بخطوات هادئة، حتى وصل إلى مكان كان يبدو وكأنه غابة صغيرة من الزهور البيضاء.

في هذا المكان كان هناك شخص مسن، يقال إنه حكيم القرية. كان يزرع الزهور ويعتني بها بحب. شعر زاهر بوجوده، فاقترب منه بحذر. قال الحكيم بصوت هادئ: "أنت، الذي تحمل في قلبك الظلام، ماذا تبحث هنا؟"

ابتسم زاهر ابتسامة خبيثة وقال: "أنا هنا لأدمركم جميعًا، لأجعلكم تشعرون بما شعرت به طوال حياتي."

لكن الحكيم نظر إليه بعينين هادئتين وقال: "هل تعلم يا زاهر، أن الشر في قلبك ليس سوى ظل للماضي الذي عشته؟"

توقف زاهر، لأول مرة يشعر بالقلق. "ماذا تعني؟" سأل وهو غير قادر على فهم الكلمات.

"لقد عشت حياتك في الظلام، تحاول أن تكون أقوى من الآخرين، لكنك نسيت أن الضوء لا يُطفأ بالقوة، بل بالقلب الطيب"، قال الحكيم وهو ينظر إلى زاهر بحنان.

لم يستطع زاهر أن يحرك نفسه. كانت كلمات الحكيم تتسلل إلى قلبه مثل نسمات باردة في الليل. شعر بشيء غريب يحدث داخله، شيء لم يشعر به من قبل... الأمل.

قال الحكيم: "إذا كنت ترغب في تغيير مصيرك، فما عليك سوى أن تبدأ من الداخل. لا تُقاس قوتك بما تفعله للآخرين، بل بما تفعله لنفسك. اختر أن تكون أفضل، ليس من خلال التدمير، بل من خلال البناء."

وقف زاهر هناك طويلًا، يستوعب الكلمات. وفي النهاية، قرر أن يسلك طريقًا مختلفًا. ترك الشر وراءه، وبدلًا من ذلك بدأ يساعد الفقراء والمحتاجين في القرى، ويزرع الأمل في القلوب.

وبمرور الوقت، بدأ الجميع يرون في زاهر شخصًا آخر، ليس الشرير الذي كانوا يخافون منه، بل شخصًا طيبًا، يسعى لنشر الحب والخير. وعندما اكتشف زاهر النور في داخله، تغيرت حياته إلى الأبد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق