في حي شعبي مزدحم على أطراف المدينة، عاشت "ندى"، فتاة في العشرين من عمرها، مع والدتها المريضة وشقيقها الأصغر "سامي". كانت ندى تعمل في متجر ملابس صغير لتعيل عائلتها، بعد أن توفي والدها في حادث غامض قبل خمس سنوات، تاركًا خلفه أسرارًا لم تُكشف.
كانت حياة ندى مليئة بالتحديات، لكنها وجدت السعادة في الاهتمام بعائلتها. ذات يوم، وبينما كانت تنظف خزانة قديمة تركها والدها، عثرت على
صندوق خشبي صغير مخبأ بعناية. فتحته لتجد داخله رسائل قديمة وصورًا لرجل مجهول مع والدها.
أثارت الرسائل فضول ندى، حيث كانت تشير إلى شراكة تجارية بين والدها وشخص يُدعى "فؤاد". كانت اللغة غامضة، لكن الرسالة الأخيرة أشارت إلى مشروع كبير انتهى بخلاف خطير.
قررت ندى البحث عن هذا الرجل لفهم ما حدث لوالدها. كانت الرسائل تحمل عنوانًا في حي راقٍ، مختلف تمامًا عن بيئتها المتواضعة. في اليوم التالي، توجهت إلى هناك، حيث وجدت منزلًا كبيرًا محاطًا بالأشجار العالية.
طرقت الباب، ففتح لها رجل مسن بملامح حادة، وكان واضحًا أنه فؤاد. عندما عرّفت نفسها وأخبرته عن والدها، تغيرت ملامحه بسرعة، لكنه أنكر أي معرفة بوالدها، قبل أن يغلق الباب في وجهها.
شعرت ندى بالإحباط، لكنها لاحظت شيئًا مهمًا: كان هناك فتاة شابة تراقب من نافذة المنزل، وبدت كأنها تريد التواصل. في اليوم التالي، تلقت ندى رسالة سرية في المتجر، مكتوبة بخط اليد:
"أعرف الحقيقة، تعالي إلى الحديقة العامة الساعة الخامسة."
ذهبت ندى في الموعد المحدد، وهناك التقت بليلى، ابنة فؤاد. اعترفت ليلى بأن والدها يعرف والد ندى جيدًا، وأنهما كانا شريكين في مشروع تجاري كبير انهار بسبب خلافات مالية خطيرة. أخبرت ليلى ندى عن مستندات مخفية في مكتب والدها قد تكشف الحقيقة
بدافع الشجاعة، تعاونت ندى وليلى على الدخول إلى مكتب فؤاد أثناء غيابه. هناك، وجدتا ملفات تشير إلى أن والد ندى كان بريئًا من التهم التي وُجهت إليه قبل وفاته، وأن فؤاد استولى على مشروعهما بالكامل، مما أدى إلى إفلاس العائلة.
بينما كانت الفتاتان تقرآن المستندات، عاد فؤاد بشكل غير متوقع. حاول تهديدهما، لكن ليلى واجهته بكل شجاعة وهددته بكشف المستندات للعامة. انهار الرجل المسن واعترف بكل شيء، قائلاً إنه كان يظن أن عائلة ندى ستتخلى عن البحث مع مرور الوقت.
بفضل الأدلة التي جمعتها ندى، تمكنت من رفع قضية واستعادة حقوق والدها. أصبح الحي يتحدث عن شجاعة ندى في مواجهة الظلم، وبدأت ليلى بدعم ندى في تأسيس مشروع جديد للعائلة، تعويضًا عن خطأ والدها.
تحولت حياة ندى من مجرد فتاة مكافحة إلى رمز للشجاعة والإصرار، وأدركت أن العدالة قد تتأخر، لكنها تأتي في النهاية لمن لا يتخلون عن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق