في عام 2150، كانت أمريكا التي عرفها الناس في الماضي قد اختفت. لم تعد تلك الأرض التي كانت تُعتبر حلمًا للعديد من البشر حول العالم. بدلاً من ذلك، ظهرت قوة جديدة على الساحة العالمية، دولة تُدعى
"إيوان"، وهي اتحاد جديد من دول كانت في يوم من الأيام جزءًا من أمريكا الشمالية.بدأت القصة قبل 100 عام، عندما انطلقت الأزمة الكبرى التي أنهت ما كان يُعرف بالولايات المتحدة الأمريكية. كانت تلك الفترة مليئة بالاضطرابات الاقتصادية، السياسية، والاجتماعية. بعد عقود من الفقر المتزايد، والحروب الداخلية، وتزايد الانقسامات العميقة بين الشعب، انفجر النظام الأمريكي القديم في النهاية، وانهارت الحكومة الفيدرالية.
بدأت الولايات تتقلب بين الاستقلال والانفصال، وكل ولاية أصبحت دولة مستقلة. كل دولة كانت تتصارع مع الأخرى للهيمنة على الموارد الاقتصادية، مما خلق فوضى عارمة في الشوارع. كانت هناك محاولات عديدة لإعادة النظام، لكن الفساد كان قد نخر في عظام الحكومة حتى أصبح لا يمكن إصلاحه.
في وسط هذه الفوضى، ظهرت مجموعة من القادة الجدد الذين رأوا في هذا الانهيار فرصة لتشكيل عالم جديد. كانت رؤيتهم أن أمريكا القديمة كانت قد وصلت إلى طريق مسدود بسبب جشعها، استهلاكها المفرط للموارد، وتسلطها على الشعوب الأخرى. قرروا أن يبدأوا من جديد، بعيدًا عن مفاهيم الماضي.
تم تأسيس "إيوان" كاتحاد دولي يشمل جميع الأراضي السابقة لأمريكا الشمالية، لكن تحت مبادئ جديدة تقوم على العدالة الاجتماعية، البيئة المستدامة، والمساواة. كانت هناك قيود صارمة على الاستهلاك، قوانين للحفاظ على البيئة، ونظام سياسي يعتمد على التوافق الجماعي بدلاً من الهيمنة الفردية.
لكن مع هذا التغيير الجذري، بدأ جزء كبير من الشعب القديم يعارض هذا النظام الجديد. فقد شعر البعض أن "إيوان" قد سرقت حلم أمريكا السابقة، ذلك الحلم الذي كان يعتقد الجميع أنه يعبر عن الحرية الفردية والفرص غير المحدودة. وظهرت حركات تمرد تطالب بإعادة إحياء النظام القديم، بل وعودة إلى السياسات الرأسمالية الجشعة التي كانت قد دمرت البلاد في النهاية.
في إحدى المدن القديمة التي كانت تُعرف نيويورك، كان هناك شاب يُدعى "إيثان"، نشأ في عالم جديد، لكن قلبه لا يزال يحمل ذكرى الماضي. كان يعشق القصص القديمة عن "أمريكا" والحرية التي كانت تعنيها بالنسبة له. وفي ليلة مظلمة، تلقى إيثان رسالة سرية من مجموعة من الثوار الذين كانوا يعتقدون أن "إيوان" ليست سوى قناع آخر للسلطة، وأنها ستؤدي في النهاية إلى نفس النتائج المدمرة التي شهدتها أمريكا القديمة.
قرر إيثان الانضمام إليهم، ولكنه سرعان ما اكتشف أن الثورة التي كان يعتقد أنها ستعيد "أمريكا القديمة" لم تكن سوى فخ آخر. فالسلطة، بأي شكل من الأشكال، لا تحمل الحرية الحقيقية. في إحدى اللحظات الحاسمة، وجد نفسه في مواجهة مع القائد الأكبر للثوار الذين أرادوا إعادة أمريكا "المثالية"، لكنهم كانوا في الواقع يسعون لإعادة نفس الأخطاء التي أودت بالعالم إلى الهاوية.
قال القائد الثوري: "لن نتوقف حتى نعيد أمريكا كما كانت، حتى لو كان ذلك يعني تدمير كل شيء."
رد عليه إيثان، وقد بدأ يدرك الحقيقة: "إذا كانت أمريكا التي نريدها مبنية على الظلم، فستظل نهايتها حتمية. لا يهم كم نحاول إعادة بناء شيء مكسور، ما دام قلبه مملوءًا بالفساد."
في تلك اللحظة، فهم إيثان أنه لا ينبغي لهم العودة إلى الماضي، بل عليهم بناء المستقبل. وهكذا، بدأ حملة جديدة، ليست لإعادة أمريكا القديمة، ولكن لإيجاد مسار جديد ينقذ العالم من تكرار أخطاء الماضي.
النهاية
تُركت القصة مفتوحة على مصراعيها ليختار القارئ ما سيحدث لاحقًا: هل سينجح إيثان في تغيير العالم؟ أم أن البشر سيستمرون في تكرار أخطاء الماضي؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق